يوجد الماء بكميّات كبيرة في الوسط البينجمي (الواقع بين النجوم)، على شكل ثلج موضوع على حبّات تراب السحب البينجمية، أو على شكل غاز عندما تسخنّه نجمة مدفونة في السحابة بما يكفي بحيث تصعد تلك الثلوج (تكررّ مادة صلبه بتسخينها ثم بتكثيف البخار المتصاعد منها). بالنسبة للأرض نفسها، والتي ولدت في قرص الأتربة والغازات، والذي تكوّن حول الشمس عند ولادتها، يمكننا أن نقول أن الماء يأتي مباشرة من السحب التي تسببّت في وجوده. بطريقة أكثر تفصيلا، توجد عدّة نظريات تشرح ظهور الماء على الأرض. يمكننا أن نأخذ في الاعتبار إما استخراج غازات من باطن الكوكب، إما انفجار سببّته أحجار نيزكية / شهب آتية من مناطق مجاورة للأرض (أقرب من المشترى)، إما انفجار سبّبه مذّنب آت من مناطق بعيدة للنظام الشمسي (أبعد من المشترى). نحن نعلم الآن أن المذنبات لم تكن لتوجد أكثر من ١٠% من الماء الأرضي، ولكن تستمر المباحثات بين النظريتين. يمكننا أن نعتقد بعقلانية، أن الجميع مصيبين، لأنه كان هناك انفجار قوي للكواكب عند ولادتها، حيث إنها لم تتكوّن فجأة ولكن من خلال تكتل المواد المتاحه، وتلك المواد استمرت في التساقط على الكواكب أو استمر قذفها خارج النظام الشمسي حتى أصبح المكان نظيفاً. على أية حال، كل هذه الكمية من الماء هى من النظام الشمسي.

قد يبدو السؤال بسيطاً أو سطحياً، ولكنه ليس هكذا بالمرة، نحن لسنا متأكدين حاليا بأننا نملك الإجابة. الماء متطاير، أي أنه يظل في الحالة الغازية حتى درجات حرارة متدنية إلى حد ما. تكوّنت الأرض حيث هى الآن، بالقرب من الشمس، في منطقة ساخنة بما فيه الكفاية (منذ ٤.٥ مليار سنه)، بحيث أنه لم يكن هناك تقريبا ماء سائل أو صلب. ومن هنا، جاءت فكرة أن ماء الأرض قد وصل في نهاية تكوّنها عن طريق النيازك، والتي نعلم أنها تحتوي على نسبة كبيرة من ثلج الماء. لقد قمنا بقياس صفة للماء (نسبة "الماء الثقيل" حيث يحل محل الهيدروجين الديوتريوم) في المحيطات، الرٌّجُم، والنيازك، وهذه النسبة كانت مطابقة للمحيطات والرجم، ولكنها مختلفة في حالة النيازك. نحن نقدر الآن أن النيازك لم تستطع أن توفر سوى ١٠ في المائة بحد أقصى من الماء الموجود بالأرض. نعتقد اليوم أن ماء الأرض جاء قرب نهاية تكوّنها من خلال أجّنة كواكب آتية من منطقة حزام النيازك (بين المريخ والمشترى). هذا القصف للأرض في أثناء تكوّنها هو شىء محتمل جدا في إطار الأفكار الحالية حول تكون النظام الشمسي.